قصة من بلدي للاستاذ علي توبة


بلدي وجه يتالم..والجرح عميق يتثلم


بالكارثة خوف ورعب ..ماذا نفعل,ما زلنا نتكلم


ابكي بلدي ..ابكي طفلي,تلميذي يتلعثم يتحطم..


في مدرستي جدران دم ودموع..


في مدرستي تلميذي يتلوى يصرخ رعبا,يلعق ما يبقى من دم


انا نتالم..بلدي يا وجه غطاه الدم ..


بلدي سرقت والسارق ينفث حقدا, سما ينشر خوفا ورعبا..


لكن لا نعجبه,مكسور الخاطر هذا رائع..كل منا ينجو بجلده


يحمل راسه يحمل نعشه


اعطاني السارق سيجاره..واخي قال السيجارة من تبغه..


ويدور خلاف بيني وبينه..صدق ما حصل في كل بساطة..


اخي مات قتلا بيدي قال الحفار..يا فارس في قبره المهزوم..


وانا مهزوم خائف ..العق ماساتي ازرع دمعي احصد حزني وضياعي


احمل نعشي.. والعجل الهائج يحي الحزن على اهداب الحقد..


قلبي عش بكاء ..يمشي في الشارع محروق الوجه ورائحة الموتى وراءه


تهزء منا ..ندم يجرح قلبي ..بلدي يا قصة انسان ما بال القمر الشاكي..


هل يحرق قرص الشمس..في الليل نجوم تذبح وخيوط دم تجري..


تتعانق في صدر مراهقة قروية..ويفيح مجانين الموتى في لوحات زيتية


بلدي يا اغنية المرعى ..بلدي تبغ صبار وزيتون وكروم عنب..السارق


قال مهربة والازهار بالوان زاهية والزرع الاخضر والاعشاب..السارق


قال مهربة..وانا سارق قيد وغبار وظلام وعلى اهداب الهرب خوف قاتل..من


انت بباب اللعنة..انسان الساعة في بلدي مثلي معصوب العينين..جبان قاتل


تاجر حقد وسجين البغضاء حملته نعوش الخبرة بين حروف مجروحة..


يقطر كالعهن بماء الروث..اغبي يا حارس سور ام حارس اموات


والحارس مدفون في الليل..سجين غبار


بلدي طال بها الصبى فمتى ياتي بطل القصة ..يطلع من باب زقاق داكن


ترمقه اجفان الموتى في درب مجهول وتعود القصة من اولها..بلدي


تبغ,زيتون وكروم عنب والسارق قال مهربة..والازهار بالوان زاهية


والزرع الاخضر والاعشاب..السارق قال مهربة..وتعود القصة من اولها


فمتى ياتي بطل القصة ليزيل لصوصا اوغاد..مسخا ينشد لحن مصيري ..وانا


سارق قيد وغبار وظلام..فمتى ياتي بطل القصة..يخرج من زوبعة في زاوية


ثكلى من بلدي طال بها الصبر..فمتى ياتي بطل القصة يطلع من باب زقاق داكن


من زوبعة في زاوية ثكلى من بلدي ترمقه اجفان الموتى..بلدي هيا نتعانق يا


بلدي يا اغنية المرعى تتبعثر..يا اجمل ما في الدنيا يا اجمل مطلع..يا اجمل


منظر..

ورفيقي في عهد براءة اوتار تتعذب في كفن الماضي ..قد ماتوا كشعاع في موقد


زيتونه ..اوتار تتعذب ذبلت احلام العمر وسعير الذكرى يتاجج في قلبي..قد ماتوا


في سم الافعى المجنونه حين رايت بدربي عنترة..اطفا سيفه اسود


كالموت..حرباء تفوح في وجهه..يا وهما يا حلما يتبعثر..اصبح طيفه في اصداء


الصوت يحمل نعشه..صدقت هذا الحلم هذا طفل في بلدي يحسب انه


عنترة..يمشي مرفوع الهامة ..يسرع في مشيته..باضت قبرة في وجهه ..في


جيبه..ياكل لحمه..يحمل نعشه...