عفوا جبران قم وانظر...د.كمال توبة


عفوا جبران قم وانظر...


فان قولك:ان لم يقم فيكم من ينصر الاسلام على عدوه


الداخلي فلا ينقضي هذا الجيل الا والشرق في قبضة الوجوه البائخة والعيون


الزرقاء...ان هذا القول او هذا التنبؤ قد اصبح واقعا...


ولكن بطريقة عجيبة غريبة :فالوجوه البائخة...


قد اصبحت وجوه كالحة ذات انياب صفراء تتغذي وتترعرع وتنمو كالفطر


السام بين جنبات الوادي وفي كروم العنب والزيتون...وذلك الدوري البائس


 يهرب وجلا ..ولكن لم يبقي الا غصن يابس في صحراء قاحلة..


 ورائحة الموت منتشرة...


في جميع الاصقاع والعيون الزرقاء قد تحولت الى عيون حمراء تقدح شررا و


تقطر دما..لاهثة عن فريسة..في سماء داكنة وارض صارت منبتا للشوك


 والزقوم..وطعم العلقم اصبح هو الداء والدواء.


اما عن الاجيال فلا شك هناك جيل قادم ولكن.,من بعيد..مازال مزروعا في رحم


الارض التي لا تنبت الا الكرامة والعنفوان..واقحوانة تبحث عن نحلة ..


وخابية عسل..ملؤها الحب والافتخار...


عفوا جبران قم وانظر...


زنود سمر وجباه عالية وصوت نفير..فالارض التي لا تنبت الا لوزا وزيتونا..


وتين ستنشق ويخرج من اعماقها ذلك العملاق الجبار الذي سيعيد كتابة التاريخ


بحروف من ذهب ونور..نيازك وبيارق نصر قريب..


عفوا جبران قم وانظر...


فسماؤنا خيرة وارضنا معطاء فالشفق الاحمر اختفى خلف امواج البحر..


وبدا ان الصبح ليس ببعيد,فانا مثلك لا اريد ان اكون سياسيا...


واحب بلادي وابناء بلادي ولكن..زهرة اللوز..وفراشة اتية من بعيد وعذوبة


مياهنا ستحول البحر الى جنات ومدائن..وسترجع البسمة على شفاه الاطفال...


تغريد البلابل وتراتيل الحساسين..احب ابناء بلادي مثلك لانهم يتعظون من


الماضي ويحلمون بالمستقبل..ولا يخشون الريح والامواج مهما كانت عاتية..


واكرر معك:احب بلادي وابناء بلادي وللمحبة بصيرة ترى ما لا تراه


السياسة واذن تسمع ما لا تعيه الفلسفة.


   د.كمال توبة