خواطر


انه الصيف ومن عريشة في وسط الدار..

 تهدلت عناقيد العنب من دالية..

 ونحلة تبحث عن عنقود ضخم وفراشة تلثم فم زهرة..

كنّا شبابا صغارا.. كنّا نتمشى في ازقة القرية الضيقة نتشاقى..

 وأحيانا نغني العتابا والميجانا او اشعار حب لصبايا..

قد تكون مجرد خيال.. طيش شباب..

كنت اشعر أني أَتَوْه بين زهرة لوز او شتلة تبغ.. او معول حصاد..

 وسنبلة قمح تنتظر..

مثل ليلة قمراء تطير فيها وريقات  وردة جوريةً في ليالي السمر..

بلا هموم.. لتحط امام مستقبل مجهول كان بالانتظار..

 كنت اعتقد ان حدود الكون تنتهي عند حدود تلك الدالية..

وان هناك ملاك حارس لكرم الزيتون..

في تلك اللحظات بالذات كان عليّ اركع على الارض.. ان اقبل التراب..

 أسندت راسي على جذع سنديانة عتيقة لأتأمل ياسمينة كانت على بعد خطوات قليلة ورائحتها في كل الارجاء .. ودوري يبحث عن حبة قمح..

 فلمعت بذهني أبيات شعر.. وأغنية حب مجدولة كعقد لؤلؤ على جيد حورية..

انتهت الاغنية نهضت مسرعا وعدت أدراجي الى البيت ابحث عن قلم .. لاخط تلك الأبيات..

ولكن عبثا تبخرت .. وما زلت حتى اليوم ابحث عن بيت شعر.. او أغنية حب من تلك الليلة القمراء.. لكن دون جدوى.

د. كمال توبة