ريحٌ عطِره -بوالصبع إزروالن


ريحٌ عطِره
********
أريج أمي عَبِقٌ
أزكى من كل العطور
يملأ أرجاء البيت طمأنينة
و يغمر الصدر بالحبور
أنقى من اللَّيلك
أرقُّ من ضوء القمر
و أنعمُ من ريش عصفور
كلما قبّلت يدها قبَّلَ أنفي
بألف لون، بألف صورة
و بطعم عسلٍ
مُزجَ برحيق الزهور
عنيدٌ، لا يتلاشى
لا  تهزمه فوحات التوابل
ولا شميمُ المسك أو البخور
يتميَّز من بين الروائح
كزهرة نعمان
تُطلُّ وسط السنابل في الحقول
أنوفٌ، كزهرة قرنفل
تتفتَّق عنها جلاميد الصخور
إن غابت، يا ويلَ قلبي من سطوته
على الإحساس و الشعور
يتخلَّف وراءها يحرس ذكراها
أتشممه في لثامها الملقى على السرير
و حيث تجلس كل صباح
تسقينا قهوة الفطور
لو سألتَ طفلا عن شذى أمِّه
أجابك :
يقينا هو نفحة من ريح الجنَّة
يقيناً،
أو لعلَّه ذلك العبير
الذي يُعطّر فيها الحدائق
و يُطيِّبُ أجواء القصور .
أريج أُمِّي يسكن ذاكرتي
متجدد لا يبلى
كملحمة حُب سرمدي
لا يعرف الخَبْوَ، لا يعرف الفتور

.بوالصبع إزروالن

شاعر مغربي -نيويورك