صديقي الليل
-----------
بالصمت
غزوت هذا الليل
لم يحتمل...
تَعلَّم الكلام
وها هو يسألني
مَن تَكون
--
هذا الليل
القابع
في آخرِ زوايةٍ
مِنْ هذا العالم
يُحَييني
ويعرف إسمي
فأنا أقمت فيه
ثلاثين عاماً مِنَ الهِِجرة
ولم يرحم
--
هذا الليل
هَمَلَنِي
ومَشى
نَسِيَ
أني أتْرَعْت عِبَابه
لأجيالٍ ونَيِّفْ
يَا وَيْلَه
متى ندِمَ
قد ينتحر
--
فتحت في ثغرِ
هذا الليل
بارقة أمل
--
هذا الليل
قوة
لا يُستهان بها
لكنه
صديقي الوحيد
--
هذا الليل
مُتعباً
تمدد ليستريح
فَزَوّدْتُه
بِشُحْنَةٍ مِنَ اليَقَظة
--
لِأرى
هذا الليل
كأُم شهيدٍ
تَدَلَّى
على جَانِبَيْهَا
السَوَادْ
--
هذا الليل
تَمَتَّعَ بِسَوادِي
فإِشْرَئَبَ واقِفاً
--
هذا الليل
بكى
فَصَبّرته
--
هذا الليل
تثاءب
نعس ونام
--
هذا الليل
حَمَّلَنِي هُمُومه
فَحَمَلني
وهَرَبْ
--
هذا الليل
حَمَّلَنِي مسؤولية النهار
ورحل
--
سكن الليل فسكنته
على ريف إمرأة
وهُدب طاووس
--
سكن الليل فسكنني
ونام على هُدُبي مُسترخياً
--
كانت تختبئ في جدارِ
هذا الليل أمنية
رَحَلت
وَطَلَع الفجر
--
غاضباً
هذا الليل
دفن
الأحياء لِخمولِهم
وأحيا
الشهداء لأصولِهم
--
لذا سَمَّيْتُكَ
صَديقي
نايف عباس
2611206