ان أعيد لي بداية حياتي


ان أعيد لي بداية حياتي ... ووضعت امام الاختيار ما اخترت الا الغربة ..بحثا عن حبة قمح ووردة جورية في وسط الدار.. اسافر ثانية الى عالم مجهول الى بلاد .. تغني نشيد الحب والصفاء.. تغني نشيد الانسان .. كي أتجنب بقائي مرميا في زقاق ضيق .. وحدي.. ووحدي أنشد لحن الخلاص .. لكن ماذا ستقول الغربة لامي .. وماذا سيقول الغياب للدالية وكرم الزيتون.. لكن ورغم ذلك سيبقى هناك في البعيد.. ظلي يتبع رائحة الزيتون واللوز وشتلة الدخان.. يتأمل الشمس من شروقها الى المغيب.. بانتظار رغيف تطاير هناك عند السفوح.. لكن سيبقى حنين العودة والاشتياق.. الى نفس الوردة ونفس الدار ونفس الخطوات التي زرعت في الحاكورة وعلى جنبات الوادي.. حنين الى رائحة خبز التنور والزعتر.. الى ذلك الظل الذي مازال تائها.. لكنه واثق الخطى.. يبحث عن عمر تاه مابين غربة وما بين وطن.. وانا مازلت تائه ما بين بزوغ الشمس وأفول القمر.. قد يكون ذلك الظل قداختار المكان .. لكني خارج هذا المكان.. فالروح لها عناوين مختلفة.. فهل لغربة الروح عنوان.. أحب ان يأخذني الريح ويتركني هناك .. على سطح بيت تضلله أشجار الحور والكينا.. أحب الرحيل على جانح طائر ...لكي احشر هناك .. هناك في المممر الأخير.. أني ابغي الرحيل لكني لا أحب الإسراع في الوصول

د. كمال توبة

مرآة الغرب