الثعلب


 

الثعلب الثاني

ألفيته يمكرُ بين طيات كتب فقه اللغة من أسرار العربية إلى مسائلها إلى غريبها؛ كان يراوغ بمرونة بين سطور كتب علماء اللغة، كمصدر و كشاهد على سلامة و صحة الإدّعاءات و التأويلات و التفسيرات. و لما رحت أتقصى خبره لكثرة ورود إسمه وجدته أكثر ذكاء و مكرا و تذوقا للُّغة العربية، و أكثر إدراكا لمكامن الجمال فيها مما حسبت. فبعبدا عن النحو الذي هو فيه عالم نحرير، و الذي لا أعرف فيه أكثر من وجود مدرستين، مدرسة البصريين و مدرسة الكوفيين و المفعول لأجله و المبني للمجهول، فقد كتب في معاني الشعر، و النوادر و الأمثال و الفصيح و كتاب في التصغير، و لعل هءا الأغير الذي نبهني للجمالية في التصغير و لكثرة إستعمالنا له في الدارجة المغربية:

شريبة - مًيهة - خبيّز - طويّر - حميمصة ....

فوجدته يتنقل بين علوم اللغة العربية بمرونة ثعلب يركض في البراري بسرعة و يراوغ ذات اليمين و ذات الشمال، بليونة و كأنه بساط حرير طائر في ريح ....

هو أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار، البغدادي النحوي،أو .. ثعلب

من يومها زاد إعجابي بالثعالب

Samir Bousbaa Izerwallen