الأمور التي يجب التفكير فيها قبل اجراء أي عملية جراحية
إن اجراء أي عمل جراحي لشخص ما هو حدث استثنائي في حياته حيث انه كثيراً ما يجد نفسه في حالة عدم تركيز وضياع من حيث الاستعداد النفسي والمعنوي لمواجهة هذا الحدث لانه اذا كان التحضير جيد فبالإضافة للعامل النفسي هناك العامل المناعي الذي يكون مفعلا بشكل جيد اذا علمنا كيف نستعد لهذا الحدث بالصورة المطلوبة.
الخطوه الأولى هي مقابلة الجراح الذي سيجري هذه العملية الجراحية وهي خطوة في غاية الأهمية ، لذلك يجب استغلال هذه المقابلة بطرح الأسئلة والنقاط المفيدة هو أمر مهم جداً، وحتما سيكون له أثر مهم على المعنويات اولاً والاستعداد لهذه العملية، وعلى فترة دخولك المستشفى وحتى فترة النقاهة ما بعد إجراء العملية. كذلك من المهم أيضا مقابلة طبيب التخدير لطرح بعض الأسئلة والاستفسارات منه عن اختلاطات التخدير الجانبية التي قد تحدث خلال او وبعد الجراحة.
-ما هي أهم الأسئلة قبل إجراء العملية؟
ان أسئلة غالبية المرضى وذويهم قبل العملية تتلخص في سؤالين اثنين: ما هي نسبة نجاح العملية؟ وكم مدة إجراء العملية؟ كذلك السؤال الثاني ما هو عدد الغرز او القطب للجرح في العملية
لا يوجد أي فائدة فعلية لهاتين النقطتين؛ فنسبة نجاح العملية لها عدة مقاييس: الوقت الذي يحتاجه المريض من التخدير كذلك الوقت الذي سيمضيه في غرفة الإنعاش ، وعدم حدوث مضاعفات من ناحية التخدير ومن ناحية الجراحة كالنزف غير المتوقع او غيره لذلك يعتبر اجراء العمل الجراحي يشكل جيد كإستئصال ورم او مرارة او تصنيع فتق بشكل جيد وبدون مضاعفات هو نجاح، ولا يوجد اجابة دقيقة لهذه الاسئلة.
لذلك يجب ان تكون الأسئلة موجهه وتشمل نقاط هامة نذكر منها:
-اول ما يخطر على بال المريض :هل انا بالفعل بحاجة لهذه العملية ام توجد بدائل أخرى؟
أحيانا قد يكون، الخيار الجراحي ليس إجباري وخاصة اذا كان متعلقا بالناحية التجميلية وقد يوجد له بدائل كثيرة، مثل المتابعة الدورية، او التداخلات البسيطة minimal invasive والتي تتطور بسرعة كبيرة يوما بعد يوم، ناقش طبيبك بكل هذه الخيارات، واحرص ان تكون متأكدا ان الخيار الجراحي هو الأفضل لحالتك ويمكن الاستعلام عن الطريقة التي ستتبع ؟ بالناظور ام جراحة تقليدية مفتوحة وما هي خصائص كل طريقة وفترة الاستشفاء في كل منهما.
-هل أجريت حالات جراحية مماثلة لحالتي وما هو عددها خلال سنة مثلا ؟
هذا أيضا سؤال هام، ان تكرار عملية جراحية معينة لجراح معين يتناسب طردياً مع الخبرة التراكمية لهذه العملية، تأكد ان تجري عمليتك عند من لديه خبرة كافية في عمليات مماثلة[على حد القول الشعبي: إعطاء الخبز للخباز..]، بشكل عام الجراح الذي أجرى حوالي ٢٠ عملية مماثلة من الجراحات الكبيرة والمعقدة خلال عام فهذا عدد كافي لتكون مطمئن لإجراء العملية .
-هل المشفى الذي سيجرى العمل الجراحي فيه مجهز بشكل جيد؟
تأكد ان تجري عمليتك الجراحية في مستشفى ذات جاهزية عالية لأي طارئ، مهما كانت العملية بسيطة، كغرفة العناية المركزة و وجود بنك الدم حتى لو كانت عمليتك بسيطة، كذلك وجود عناية مشددة لحديثي الولادة امر في غاية الأهمية، مهما كانت فترة الحمل او الولادات السابقة يسيرة.
-التواصل مع مريض أجريت له نفس الجراحة عند نفس الجراح
وذلك لاخذ فكرة أوضح من شخص عاش تجربة خاصة ستمر بها حتما ليعطيك فكرة أوضح وطبعا سيتكلم عن تجربته بتجرد وقد يلفت نظرك لامور قد تكون قد غابت عن ذهنك ويجنبك أخطاء قد تكون حدثت معه .
-هل هناك اختلاطات محتملة؟
-السؤال عن الاختلاطات المحتملة للجراحة التي ستجريها من جميع النواحي وطرق علاجها سواء من ناحية الالتهابات الى النزف الى النكس وهل يمكن وجود اختلاطات نادرة ولكن ممكنة وطريقة مقاربتها وهذا ما يساعدك على تفهم مشكلتك ومواجهتها بصلابة.
د.كمال توبة
جراحة اطفال