كلمات


 

كل عام وأنتم بخير..

 

 

 

كلمات لا أدري إذا كنت أستطيع قولها.. حيث لا أنتم بخير.. ولا أنا بخير.. ولا الأرض والديار بخير..

ليس هناك سابقة قد حصلت لوطن أن ينفصل عن جسد التاريخ والجغرافيا.. ولا لشعب ينفصل عن جذور ممتدة في أعماق الأرض.. حيث لا شعب بلا وطن ولا وطن بلا جنسية..

كيف لي أن أتصور وطناً يبكي أبناءه ليلاً نهاراً.. وأرواحهم تناثرت شظايا على الطرقات.. لا بل من المستحيل أن أتصور أن شعباً يبكي من دون حزن.. ومن المستحيل التخيل أننا أصبنا بفقدان ذاكرة جماعي.. وليس في الأمر ثياب ننزعها عنا إنما هي لحم تمزقه أيدينا.. لا شك أننا وصلنا الى درك قد انفصلنا فيه عن ذاتنا وعن أنفسنا.. لقد فقدنا حواسنا الخمس.. فقدنا قدرة النطق والتعبير.. ولَم نعد نستطيع التمييز بين الحلو والمر.. بين الحزن والفرح.. وكذلك فقدنا قدرتنا على التمييز ما بين الخطأ والصواب.. بعنا أنفسنا في أسواق النخاسة، وماذا بعد.. أما آن لنا أن نستفيق من هذا السبات اللعين؟ يجب أن نستفيق من سباتنا وأن نقول للأجيال القادمة إن سقوطنا هو تحذير لهم لتخطي العثرات التي أمامهم.. وأن نبحث عن بطاقة التهنئة الحقيقية:

حيث إن القلب والعقل يحن الى كل ما يستطيع أن يتصوره.. والروح ستعود من عالم المجهول الذي مُحيت فيه الذاكرة.. لتسترجع ذلك المجد الضائع.. أما آن لنا أن نعرف أن الوقت الآن ليس وقت تبرّج وتكحّل.. وليس وقت السليكون.. والوشم والرموش الاصطناعية..

إنه وقت معرفة الذات من جديد.. وقت العنفوان.. والبحث عن مجد لا لم يضعْ بعد.. وقت كشف الغشاوة عن أبصارنا.. لكي نسير بالطريق الصحيح ولو لمرة..

أما بعد..

كل عام وأنتم أحياء.. كل عام وأنتم يداً واحدة وعقلاً واحداً.. كل عام وأنتم محبين لبعضكم البعض.. كل عام وأنتم قلبا واحداً ورئة واحدة.. كل عام وأنتم  وأرضكم وعرضكم بخير.. كل عام وأنتم وسماؤكم وبحركم بخير.. كل عام وأنتم وسهلكم وزرعكم بخير..

كل عام وأنتم.. على وطن..

كل عام وأنتم ... وتطول اللائحة.. بألف خير.. 

كمال توبة

رئيس تحرير مجلة مرآة الغرب