قصة الزجل اللبناني مع عميد الادب العربي طه حسين
زار عميد الادب العربي طه حسين لبنان في اربعينات القرن الماضي وكان وقتها وزيرا للتعليم العالي في مصر على ايام الملك فاروق وعند وصوله الى بيروت كان في استقباله الكثير من النخب الفنية والادبية ليس لانه وزير لابل لما هو من قيمة ثقافية وادبية وقد سأله بعض المستقبلين عن اولويات زيارته فأجاب انه من هذه الاولويات ان يحضر احدى حفلات الزجل حيث انه لم يكن يصدق ان شعراء الزجل يرتجلون ما يقولون...فكان له ما اراد فدعوه لحضور حفلة زجل لفرقة شحرور الوادي وكانت حفلة مميزة والجدير ذكره بشكل سريع ان الزجل هو فن من فنون الشعر عند شعراء لبنان ويكون مرتجل ودون تحضير مسبق بأسلوب طربي حيث يتشارك مع الدف وبإقاع حماسي مبهر مع حضور مكثف من عشاق هذا النوع من الشعر...دخل طه حسين مع مرافقيه الى تلك الحفلة بطربوشه الأحمر ونظارته السوداء فأنتبه اليه عريف الحفلة فهتف قائلا: اهلا وسهلا بطه حسين ومن المعروف انه كان كفيفا...وهنا ارتجل شحرور الوادي على الفور:
اهلا وسهلا بطه حسين.. ربي اعطاني عينتين
العين الواحدة بتكفيني...خذلك عين وخلي عين
وكان طه حسين يبتسم لعفوية وتلقائية تلك الردة والجمهور متفاعل بشدة وإذ بالشاعر علي الحاج يرتجل:
اهلا وسهلا بطه حسين...بيلزم لك عينين تنين
تكرم شحرور الوادي...منك عين ومني عين
كبرت البسمه وبان الأعجاب من طه حسين وزاد تفاعل الجمهور وإذ بأنيس روحانا يفاجئ الجمهور ويرتجل:
لا تقبل يا طه حسين...من كل واحد تاخذ عين
بقدم لك جوز عيوني...هدية لا قرضة ولا دين
وتستمر الدفوف تقرع وسط تأثر طه حسين وصيحات الجمهور وإذ بالشاعر الرابع طانيوس عبدو يفاجئ الجميع مرتجلا:
ما بيلزملو طه حسين...عين ولا اكثر من عين
الله اختصو بعين العقل...بيقشع فيه عالميلن.