الذي نظم هذه الرائعة هو شاعر سوداني تخرج من كلية دار العلوم بالجامعة المصرية وحصل علي درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وحصل على دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس، ثم حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان إنه الهادي آدم. أغدا ألقاك قصيدة غنتها السيدة أم كلثوم اتفق النقاد والباحثون على ناظمها واختلفوا في موضوع القصة فهناك عدة روايات حول الموضوع.
الرواية الاولى: ان الهادي آدم وعندما كان طالبا في مصر أحب زميلة له وأغرم بها لدرجة الجنون وبعد تخرجهما تقدم من عائلتها سائلا اياهم الزواج بها لكنه جوبه بالرفض الشديد لكن لم يصب باليأس وارسل العديد من الشخصيات للقيام بالوساطة لكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل..فعاد الى السودان حزينا تعيسا وبقي معتكفا يندب حضه الى ان اتته البشرى السعيدة بموافقة الاهل على زواجه منها ومن شدة فرحه وبإنتظار الغد كتب كلمات هذه القصيدة على جذع شجرة كان دائما يتفيأ بظلها.
وهناك رواية ثانية تقول ان الشاعر السوداني الهادي آدم كان يحضر قصيدة كان يريد عرضها على السيدة ام كلثوم فأخذ موعدا معها وفي الليلة التي قبل الموعد لم يستطيع النوم لأنه كان خائفا ومتوترا لتلك التجربة التي قد تنجح او تفشل امام كبار الشعراء والنقاد وبينما كان يصارع افكاره قال هذه القصيدة الاغنية أغدا القاك وهي ليست الاغنية التي كان قد حضرها من قبل وهذه الكلمات تتراوح مابين الامل والرجاء والخوف الذي يخبئه الغد. وتقول كلماتها :
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ.
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد.
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا.
كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا
. وأهلت فرحة القرب به حين استجابا.
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا.
مهجة حرة وقلباً مسه الشوق فذابا.
أغداً ألقاك.
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني.
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني.
أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني.
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني.
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء.
آه رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء.
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء.
أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء.
فأت أو لا تأتي أو فافعل بقلبي ما تشاء.
أغداً ألقاك.
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر.
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر.
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر.
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر.
فإرحم القلب الذي يصبو إليك.
فغداً تملكه بين يديك.
وغداً تأتلف الجنة أنهاراً وظلاّ.
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى.
وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا.
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا. قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى. أغداً ألقاك
غناء السيدة ام كلثوم
ألحان: محمد عبد الوهاب