أهلاً بقدومك يا رمضان..


أهلاً بقدومك يا رمضان..

أهلا بك  .. شهر الجمال وعظمة الخالق .. شهر العطاء بلا حدود شهر الجود والإحسان لا بل شهر المغفرة..  انك شمعة مضيئة في النفوس الحالكة لترشدها طريق المحبة والسلام وتحيي فيها تلك الطاقة الكامنة في الأعماق لتزيد في مناعتها ضد الشهوات والغرائز لتزداد تلك المساحات الناصعة البياض في النفوس على حساب تلك المساحات الحالكة و تثلج صدور المؤمنين بسكينة خاصة..  وتكشف مواطن الصدق والخير للتغلب على النفس الامارة بالسوء.. .. أنت أمل النفوس الضامئة الى السلام والمحبة.. أنت نهر عذب رقراق في أرضٍ دائماً بشوقٍ اليك. فلنغسل قلوبنا بماء الطهر والعفاف والإيمان قبل أن نغسل أجسادنا.. لنضبط ألسنتنا في هذا الشهر الكريم بالامتناع عن الغيبة والنميمة أو الإساءة لمن حاول تشويه كل جميل في داخلنا.. أن نبادر الى الاعتذار ممَّن أخطأنا بحقهم عن قصد أو عن غير قصد..

إن أفضل هدية نقدمها في هذا الشهر الكريم دعوة صادرة من الأعماق.. تأليفاً للقلوب.. تحبباً لطاعة الله والإقبال عليه، ان نتجنب الظلم ونبتعد عن المعاصي ونساعد الفقراء والمحتاجين واليتامى.

إن خير هدية هي أن نتجنب الظلم ونبتعد عن المعاصي.. أن نساعد الآخرين بغض الطرف عن مصالح دنيوية.. أن نضع باقات ورد ورياحين على عتبات من نحبّ ومن لا نحبّ على حدٍ سواء.. أن نبتسم دائماً لذاتنا، وأن نحاول لملمة أنفسنا المشتتة في كل اتجاه.. والإبحار في أعماقها  في محاولة لمحو الذاكرة السوداوية الحزينة واستبدالها بذاكرة ملؤها الدفء والامل بغد افضل .. أن نلتمس بارقة الأمل والرحمة دوماً.. أن نخرج من تلك الجحور التي وضعنا أنفسنا فيها، ألا وهي جحور التخلّف والجهل والفساد وفقدان الرحمة في القلوب .. فلنغمض أعيننا قليلاً لنشعر بمتعة البصر التي منّ الله علينا بها، وأن نتذكر أحبّة لنا رحلوا لكن ذكراهم في القلب والفؤاد .. لكن تركوا في أنفسنا حزناً دفيناً تتكفّل به السنون.

ما أجملك يا شهر رمضان.. أنت شهر العزة والتبصر والرحمة، اهلا بقدومك يا رمضان، متمنين أن يكون شهراً مباركاً على الجميع.  

شهر رمضان المبارك، هو الشهر التاسع من الأشهر القمرية حسب التقويم الهجري، يلي شهر شعبان، وهو شهر يتمايز عن باقي أشهر السنة الهجرية إذ كان رسول الله (ص) يعتكف كلَّ عامٍ في غار حِراء للتعبّد والتفكّر، ومن ثمَّ أكرم الله المسلمين بهذا الشّهر عندما جعله شهر الصيام والتعبّد لما له من قدسية وخصوصية عنده عزَّ وجلَّ، حيث أنَّ أول آيةٍ من آيات الوحي أُنزلت على النبي محمد بن عبد الله (ص) كانت في هذا الشهر وتحديداً في ليلة القدر منه سنة 610م: اقرأ باسم ربك الذي خلق.

أعاده الله علينا جميعا والخير والبركات

د. كمال توبة